في جميع أنحاء البلد التي مزقتها الحرب، يقال إن جنود النظام يعتدون جنسياً على النساء والرجال المنتمين للمعارضة، مما يؤدي لتدمير أسر الضحايا و في بعض الحالات إزهاق أرواحهم.
في أحد أيام خريف عام 2012، جلبت القوات الحكومية السورية خطيبة أحد جنود الجيش السوري الحر وأخواته ووالدته وجاراته إلى السجن الذي كان محتجزا فيه حيث تم اغتصابهن الواحدة تلو الأخرى حسب شهادته.
الشاب البالغ من العمر 18 عاماً كان قد التحق بالجيش السوري الحر لأقل من شهر عندما ألقي القبض عليه. وقد روى للمعالجة النفسية يسار قنواتي ، وهو يبكي بحرقة، تفاصيل التعذيب الذي تعرض له أثناء اعتقاله وأخبرها أنه يعاني من إصابة في العمود الفقري نتيجةً للتعذيب. كما أكد لها أن كل المعتقلين الذكور الذين كانوا محتجزين معه قد تعرضوا لانتهاكات جنسية، وعندما سألته ما إذا كان هو أيضاً قد تعرض للاغتصاب توقف عن الكلام.
على الرغم من أن الجزء الأكبر من التغطية للحرب الأهلية السورية يركز على القتال بين الجانبين، إلا أن هذه الحرب، مثل معظم الحروب، لها جانب مظلم أكثر: فقد تم استخدام الاغتصاب على نطاق واسع كأداة للسيطرة والتخويف والإذلال طوال فترة الصراع . وآثاره، التي لاتكون قاتلة دائماً، أدت لخلق أمة من الناجين المضطربين نفسيا وهذا يشمل كل شخص من الضحايا المباشرين للاغتصاب و أطفالهم، الذين قد يكونوا شهدوا أو تأثروا بشكل ما نتيجة الاعتداء على أقاربهم.
في شهرأيلول/ سبتمبر 2012، كنت في الأمم المتحدة عندما هزت كلمات وزير الخارجية النرويجي إسبن بارث إيدي غرفة مليئة بالبيروقراطيين المصابين بالملل حيث أكد أن ما حدث خلال حرب البوسنة “يعيد نفسه الآن في سوريا.” وكان يشير إلى اغتصاب عشرات الآلاف من النساء في ذلك البلد في التسعينات من القرن الماضي.
أما رئيسة الحملة الدولية لمكافحة الاغتصاب والعنف الجنسي في النزاعات، جودي ويليامز الحائزة على جائزة نوبل فقد قالت “مع كل الحروب والصراعات الكبرى، كمجتمع دولي نقول أننا لن نسمح بتكرار جرائم الاغتصاب الجماعي مرة أخرى” [أنا أيضاً عضوة في اللجنة الاستشارية للحملة] “ومع ذلك، وبينما عدد هائل من النساء السوريات يجدن انفسهن ضحايا حرب تشن على أجسادهن، فإننا مرة أخرى نقف موقف المتفرج من بعيد”
قلنا بعد المحرقة أننا لن ننسى أبداً؛ أعدنا العبارة ذاتها بعد دارفور. ربما قلناها أيضاً بعد عمليات الاغتصاب الجماعي في البوسنة ورواندا، ولكن يبدو أننا لم نعن مانقول لأن هناك الكثير مما يشعرنا بالذنب على المستوى الدولي لدرجة اننا نوعاً ما تراجعنا وتخاذلنا وسمحنا بحدوث مآسي مماثلة وأدركنا لاحقاً أننا قد نسينا بالفعل.
هل يمكن أن نكون قد نسينا منذ الآن الكارثة الإنسانية التي تحدث في سوريا حتى قبل أن تنتهي؟
المصدر:المترجمون السوريون الأحرار
0 التعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.