الاثنين، 10 مارس 2014
3:20 م

الإشباع الجنسي.. أهم مرتكزات الحياة الزوجية السعيدة!



في غرفة النوم، وحين تسدل حول الزوجين حجب كثيفة تعزلهما عن العالم، ويشعران بالانفراد الحقيقي، ولا يعودان يباليان بغيرهما ويتهيآن الوقت، يطول أو يقصر، يملآن نفسيهما بأعذب وصال وأرق إقبال، في ذلك الوقت وتلك اللحظات الحاسمة قد يحدث ما يكون له أثر بالغ في حياتهما الزوجية فيفككها، من غير أن يشعرا.

يعتبر الإشباع الجنسي أحد مرتكزات الحياة الزوجية السعيدة، ذلك أن معظم المشاكل الأسرية من طلاق وتفكك وخيانة وبرود عاطفي وعنف ترجع بالدرجة الأولى إلى صعوبات التعبير الجنسي.

إن التعبير عن الشعور بالرغبة واللذة الجنسية يتخذ الصور التالية:

1- إظهار الرغبة الجنسية بشكل صريح وواضح كالتحرشات والمداعبات الجسدية واللفظية.
2- إغراء الطرف الآخر عن طريق ارتداء الملابس المثيرة للغرائز واستخدام العطورات التي تملأ الجسم برائحة منعشة لطيفة.
3- إظهار درجة الإشباع الجنسي أو إشعار الطرف الآخر بقوة الإشباع والاستثارة الجنسية ويكون ذلك باستخدام الإيحاءات والإيماءات اللفظية كالآهات والحركات الجسمية.

ولكن من المؤسف أن نسبة كبيرة من النساء المتزوجات يشعرن بالخجل أو الخوف من إظهار درجة إشباعهن الجنسي، بسبب:

1- الشعور بالإحراج والقلق من تشوه صورة الذات.
2- الخوف من انتقاد الزوج أو تقليله من قيمتها.
3- الاعتقاد الخاطئ بأن المرأة المتزنة أو الشريفة والطاهرة لا تصدر آهات اللذة ولا تظهر رغبتها الصريحة في الجنس.

كما لوحظ أن من الزوجات من قد تلجأ إلى إظهار أنها مشبعة جنسياً أو تمثل بإتقان أنها وصلت إلى النشوة أو اللذة الكبرى وذلك إرضاء لزوجها حتى لا يعتقد أنها باردة جنسياً أو لا تتجاوب مع نشاطه الجنسي. فلذلك كثيراً ما نرى زوجاً يشتكي من أن زوجته لا تتفاعل معه بدرجة مقبولة خلال المعاشرة الجنسية، وإذا كانت تتفاعل فإنها تأبي وتتمنع في إظهار درجة سعادتها خلال ذروة الإشباع الجنسي، فالزوجة إذن تتهم في بعض الأحيان بأنها باردة، ثم ينتبه من خلال المقابلة أنها تستمتع بالنشاط الجنسي، لكنها تعتقد –كما أشرنا– أن إظهار تلك الرغبة يعتبر (قلة أدب) أو عدم تربية أو سلوكيات لا تتناسب وأخلاقيات المرأة الصالحة.

إن إظهار مشاعر اللذة في هيئة عبارات لفظية أو حركات جسدية يعتبر عملية مهمة لتعميق مشاعر الود و(ال مت عة ) بين الزوجين، وآهات اللذة هي أساسية في جميع مراحل حياتنا كلها، فنحن نلجأ إلى استخدام تلك الآهات لإظهار درجة استمتاعنا في صور عادية عديدة، عندما نأكل مثلا أو عندما نعجب بسيارة جديدة أو قطعة أثاث جميل .. فالآهات وسيلة لإظهار درجة سعادتنا بالشيء كما تظهر هذه الآهات درجة شعورنا بالفخر والامتنان بشيء ما.

أما الامتناع عن إصدار هذه الآهات خلال العملية الجنسية فإنه شيء آخر ويعني الأمور التالية:

1- كراهيتنا للعملية الجنسية.
2- رفض الطرف الآخر.
3- عدم شعورنا بالراحة والاطمئنان خلال العملية الجنسية.

إن الجنس يرتكز على الشعور باللذة (و ال مت عة )، وهو يعني الاحتضان أي الاطمئنان، وتعميق مفاهيم الحب والعاطفة والحنان بين الطرفين. وهو يعني أن كلا الطرفين –الزوج والزوجة– يتقبلان بعضهما بعضاً، ويعني اندماج الزوجين في جسد واحد وانصهارهما في بوتقة اللذة والحب. وأن إصدار آهات اللذة من قبل الزوجة بالذات يعطي الزوج مؤشراً إيجابياً على أن زوجته تستمتع بالمعاشرة مثله تماماً، وأن شريكته بالمعاشرة تشعر بالسعادة وتتجاوب معه في أسلوب المعاشرة وطريقتها.

إن المباشرة الجنسية الفعالة تتطلب التفاعل الإيجابي المشترك بين الزوجين وعدم الشعور بالحرج من ترجمة هذا التفاعل إلى إشارات وإيماءات وألفاظ تعبر عن اللذة والنشوة الجنسية، إن مشاكلنا الزوجية تبدأ عندما ننظر إلى آهات النشوة الجنسية بصورة رسمية متحفظة محاطة بطقوس من الخجل والتردد، ولقد أثبتت الأبحاث النفسية في مجال الجنس أن من أهم أسباب سوء التوافق الجنسي أو الشذوذ الجنسي امتناع الزوجة أو الزوج عن إظهار آهات (ال مت عة ) والنشوة الجنسية والتصرف بطريقة نمطية رسمية خلال المعاشرة.

لذلك كان لزاماً على الزوجة التعامل مع الجنس كغريزة أساسية مثل غريزة الجوع والعطش، ولا حرج بتاتاً في التعبير عن النشوة الجنسية في صورة عبارات أو سلوكيات، فليس فيها إلا تمتين العلاقة، وتثبيت الحب، ومد الحياة الزوجية بالقوة الطبيعية

منقول عن هبة قطب



0 التعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.