الجمعة، 20 سبتمبر 2013
1:05 م

يسرى محنوش لم تخترق كاظم الساهر الخجول الوحيد القلِق


 
كادت فنانة "The Voice" التونسية يسرى محنوش تحلّق سعادةً بمحاورة القيصر. أحاط ستوديو برنامج "محبوبي أنا"، الجديد عبر MBC، لونٌ من لقاء الأحمر بالأسود، ودفءٌ هو غيره دفء الطقس الصيفي. "محبوبها" كاظم الساهر، مصرٌّ على "العزلة": "اللون الأسود هو لون القصيدة".
بدأت الحلقة بأغنية لا تُنسى: "سلمتك بإيد الله". ولما سألت محنوش القيصر عن دلالة اللون الأسود كلما وقف على المسرح، أجابها بخيال شاعر: "انه لون القصائد". المدة التي يتوارى فيها عن الناس، تتخللها غير اطلالة عبر MBC. "جلسات وناسة"، "بحلم بيك"، وأولى حلقات "محبوبي أنا". "The Voice" حضور متواصل. عنه قال لـ"التلميذة" محنوش: "خلَّصني من وحدتي".
لبعضهم بقاء يتجاوز الآني من الوقت والحديث والمكان. البرنامج تريده المجموعة مستمراً في الجماهير: "أراب أيدول" و"The Voice". ولئلا توضع بالتساوي مع جهات تغدق على مشتركي برامجها وعوداً بالنجاح والشهرة، وبعد قليل تماطل وتتجاهل. "محبوبي أنا" عن نجوم البرنامجين الأكثر جماهيرية وامتداداً، وهي تلتقي مع الفنان "الحلم"، تحاوره، تسأله نصيحة ورأياً، تغني معه وهي تطفح ابتهاجاً، وترتجف من فرط الهيبة، لكأنها المرة الأولى التي تبتسم فيها للكاميرا.
ارتسم في البال يوماً على هيئة غموض أو أمنية "سوبرمانية"، لكن الزمن يتغيّر. أخذ عشق محنوش للقيصر يطغى. بما يشبه الإفادة من اللحظة، اعترفت: "بينما أؤدي أغنيتي الأولى في The Voice، تملّكتني رغبة في ان تستدير من أجلي". ولكنّ مَن أمامها رجلاً يغازل النساء بخجل، هو غيره الذي يحضر كاملاً في أغنية. فاقته محاوِرته "جرأة" و"احتيالاً"، فأنقذته من الصمت.
ننظر الى التعبير المُجسّد في يدين تشاركانه الغناء، وفي عينين يغمضهما مستعيداً جمال بغداد. غاب العراق وسط ذكريات الطفولة وفقر العيش آنذاك. المدن التي لا تُرسم تُقاصَص بالنسيان. مملٌّ الفرح طوال الوقت. أحدهم همس في أذن محنوش ان تبتسم. أصابتها رهبة القيصر مع البداية، ثم اعتادت. راحت تضحك. لا مكان لبغداد بين الضاحكين. "زيَّدت حزني حزناً"، تقول الأغنية عن الخسارة والفقد.
جميل سؤال القلق. "أينه من حياتكَ كاظم الساهر؟". وما ان طرحَت السؤال حتى قلبت له الاتجاه. فأصبح القلق يعني الدقة في العمل! "أعرفكَ منذ The Voice، تطارد حذافير الأشياء". انتظرنا كاظم القلِق، الذي يغوص في الذات مثل شِعر يتوق الى غيثارة، لكنّ محنوش حصرته بالبدايات. لم "تستثمر" اعترافه بأنه مريضٌ بالوحدة، عساه يبوح بالأخطر. فتركت المُشاهد يلمس فارقاً بينهما في العمق. بدا انها تطرح أسئلة سبق طرحها أمام المرآة. اجتهاداتها قليلة، وتلقّفها الاشارات نادر. وإنما حين تعتلي المسرح وتغني، نُذهل. الله عليكِ يا يسرى.
عرفناه يصحو عند السادسة صباحاً، وانه هناك، في المزرعة، يتمنى لو يبقى. حتى الترحال لم يحرّض محنوش على اثارته في ضيفها. حدَّثنا عن حفيدته وما يعنيه ان يصبح الأب جَدّاً. حزين ظلَّ، ومحنوش تراه سعيداً لأنه يضحك. يخيفه تورّط ولديه وسام وعمر بالفن، وكان صريحاً بأن أقرّ بدوره في تجنيبهما الأثمان المقابِلة. لم يشأ لهما التشرّد والتيه. مُعذِّبٌ ان يتكلّم عراقي عن الرحيل. محنوش لا تريدنا ان نتعذّب.
راقياً على المسرح، خلوقاً، مرهفاً، يبحث عن صفعة أو ما يؤلم أكثر. يشبه متعة السكينة بعد الاكتفاء من الصخب. محنوش حين أُبهرت به، غفلت زواياه. كان عليها ان تسعى الى اختراق. ترى، متى يحتاج القيصر الى دمعة؟

lمنقول عن جريدة النهار 

0 التعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.